منتدى المسار الجزائري الديمقراطي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المسار الجزائري الديمقراطي

منتدى المسار الجزائري الديمقراطي منتدى سيياسي يعنى بنشر الثقافة الديمقراطيية والوعي السياسي بين فراد المجتمع الجزائري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ان الله لا ينصر القوم الظالمين
ان الله لا ينصر القوم الظالمين
مع فلسطين ظالمة أو مظلومة
اسرائيل للبيع من يشتريها

ارادة الشعوب لا تقهر


 

 محمد النوباني/الابعاد الاستراتيجية للانتصار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاستاذ خروس مصطفى
Admin
الاستاذ خروس مصطفى


عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 20/05/2014
الموقع : ثانوية العطف غرداية

محمد النوباني/الابعاد الاستراتيجية للانتصار Empty
مُساهمةموضوع: محمد النوباني/الابعاد الاستراتيجية للانتصار   محمد النوباني/الابعاد الاستراتيجية للانتصار I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2014 9:42 am

لا أبالغ أن قلت بأن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عندما أجبرت الجيش الإسرائيلي على الخروج مهزوما مذعورا من القطاع من دون أن يحقق أيا من أهدافه المعلنة وغير معلنة قد انتصرت على أقوى جيش في العالم وليس على رابع جيش كما يعتقد البعض .

فالجيش الإسرائيلي قاتل المقاومة في الحرب الأخيرة ليس بقوته وإمكانياته العسكرية الهائلة و المدمرة فحسب بل بإمكانيات أمريكا و الغرب الاستعماري وبدعم بعض العرب أيضا ولذلك فأن الانتصار الذي حققته غزة هو بلا شك انتصار استراتيجي سيكون له ما بعده وسيؤسس لمرحلة جديدة ليس في فلسطين فحسب وإنما في الوطن العربي و الشرق الأوسط وربما في العالم .

فعلى الصعيد الفلسطيني فقد اثبت هذا الانتصار و بعيدا عن تسجيل النقاط على أحد بأن نهج المفاوضات غير المدعوم بالمقاومة و القوة لا يمكن أن يؤدي إلى أية نتائج حتى لو استمر لمائة عام وتسلح بتعاطف منظمات حقوق الإنسان لأن عدالة القضية لوحدها لا تكفي طالما أنها بلا مخالب من ناحية ولكون العالم لا يحترم الضعفاء من ناحية ثانية .

وعلى الصعيد الإسرائيلي فقد اثبت هذا الانتصار بأن إسرائيل لم تعد مخلب القط الاستعمار الذي يمكن الاعتماد عليه في الحفاظ على المصالح الامبريالية في هذه المنطقة من العالم لأنها باتت بحاجة من يحميها.

بمعنى أخر فإن حرب غزة الأخيرة التي أسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية القائمة على الحرب الخاطئة و الحرب خارج الحدود قد آدت فيما أدت أليه إلى تراجع هائل وربما نهائي في الدور الوظيفي الذي وجدت إسرائيل من اجل القيام به وكان أصلا مبرر لوجودها في الأجندة الاستعمارية.

وعلى الصعيد العربي،فكما ادت نكبة فلسطين عام 1948 إلى موجة الثورات التي اجتاحت العالم العربي سيما في مصر وسوريا و العراق وما واكب ذلك من حالة مد ثوري في الوطن العربي برمته،فإن انتصار غزة العظيم اثبت للجماهير العربية كذب الادعاء القائل بأنه يستحيل مواجهة إسرائيل والانتصار عليها،فإذا كانت غزة الصغيرة والتي بالكاد ترى على خارطة الوطن العربي قد واجهت الة الحرب الإسرائيلية وأجبرتها صاغرة على الخروج من غزة،فكيف لو تجمعت الطاقات العربية في مواجهتها؟!

أما على صعيد الشرق الأوسط فأن الأمر المؤكد بأن انتصار غزة سوف يؤدي لا محالة إلى إعادة صياغة شرق اوسط جديد ليس كما أرادت و اشتهت ذات يوم كوند اليسا رايس وانما كما تشتهي وتريد شعوب المنطقة بناء شرق اوسط جديد قائم على اساس التحرر من الهيمنة الاستعمارية و التبعية الاقتصادية .
أما على الصعيد العالمي فلا أبالغ إن قلت بأنه كما أدى صمود سوريا مدعوما بمحور المقاومة في مواجهة العصابات التكفيرية إلى التسريع في تبلور صيغة العالم متعدد الأقطاب فإن أنتصار غزة سوف يعمق من حالة الاستقطاب العالمي باتجاه المزيد من العدالة في العلاقات الدولية.

بكلمات أخرى فإن انكشاف إسرائيل على طبيعتها كدولة مارقة تمارس ارهاب الدولة المنظم، وترتكب جرائم ضد الانسانية وتمارس سياسة تطهير عرقي تفوق ببشاعتها ما جرى في بتسوانا و أدغال افريقيا سوف يؤدي لا محالة لانهيار مقولة أن إسرائيل هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط و بان جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم وبالتالي إلى تعقد أمكانية الدفاع عنها في المحافل و المنظمات الدولية مما سيؤدي الى فتح افاق جديدة لخلق راي عام عالمي جديد مؤيد و مساند للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني يدفع باتجاه نقل مقولة اقامة دولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف من حيز الامكانية النظرية الى حيز الامكانية الواقعية حتى بعيدا عن التنازل عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في وطنه وتكبيل الشعب باتفاقات قد يصعب الدفاع عنها .

وقطعا فإن مقاربة من هذا النوع سوف تؤدي إلى تعمق حالة العداء للسياسات الإسرائيلية على المستوى الكوني،وإفلاس و سقوط و هزيمة مقولة ان العداء للسياسات الاسرائيلية هو عداء "للسامية"او لليهود كمجموعة بشرية الأمر التي كانت تتذرع به اسرائيل وتستغله لتبرير سياساتها و ممارساتها العنصرية والعدوانية ازاء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

وعود على بدء فإن المرء لا يستطيع بهذه العجالة أن يسلط الضوء على ابعاد و دلالات الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة - فهذا الأمر لا أبالغ أن قلت بأنه بحاجة إلى مجلدات ولكن لابد من الإشارة إلى أن ما حصل في غزة فضخ كل من تباكى على الشعب السوري و دعا الى الجهاد من اجل إسقاط النظام الوطني في سوريا بينما صمت صمت القبور عما جرى في غزة .

فموقف أولئك المتباكين على الشعب السوري والذين لم يحركوا ساكنا أزاء المذابح التي تعرض لها اهل غزة وهم بالمناسبة من ابناء الطائفة السنية، اثبت لك ذي بصيرة أن الصراع في المنطقة ليس صراعا دينيا او طائفيا او مذهبيا بقدر ما هو صراع بين من هو وطني ومن هو غير وطني بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة أو المذهب .

واخيرا فأن انتصار غزة قد اثبت و ربما للمرة المليون أن نتائج المعارك بين الشعوب و أعدائها لا تقاس بحجم شلالات الدماء التي تراق على مذبح الحرية ولا بموازين القوى المختلة لصالح الأعداء وإنما بالنتائج السياسية التي تؤدي بالنهاية إلى تحقيق النصر النهائي كما حصل في الجزائر و فيتنام وجنوب أفريقيا وغيرها الكثير لان النصر في النهاية هو صراع أرادات .
- See more at: http://www.zadnews.com/ar_page.php?id=f9cf09y16371465Yf9cf09&cat_id=4#sthash.PhOTRoKJ.dpuf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almassar.alafdal.net
 
محمد النوباني/الابعاد الاستراتيجية للانتصار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد حربي: هناك صراع طبقات خفي في الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسار الجزائري الديمقراطي :: الفئة الأولى :: سياسة-
انتقل الى: