عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 20/05/2014 الموقع : ثانوية العطف غرداية
موضوع: هل تتفاوض حماس بشكل مباشر وسري مع إسرائيل؟ الأحد أغسطس 10, 2014 12:20 pm
يبدو أن حركة حماس باتت مستعدة أكثر من أي وقت مضى للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ودون وسيط ثالث، وهذه المرة من أجل التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، في ظل تعثر المفاوضات التي تجري في القاهرة.
ورغم أن التفاوض المباشر مع إسرائيل يعد من المحرمات في أدبيات حماس، فإن صحيفة تابعة لحركة حماس كشفت تفاصيل عن قنوات الاتصال السرية بين حركة حماس وإسرائيل، في عدة مراحل كان الصراع فيها محتدماً بين الطرفين كما هو الآن.
مفاوضات سرية وبدا واضحاً من لغة المقال الذي كتبه وسام عفيفة، رئيس تحرير صحيفة "الرسالة"، وهي لسان حال حركة حماس، أن الحركة على استعداد في الوقت الراهن للدخول في مفاوضات مباشرة "سرية" مع إسرائيل، بحيث تتجاوز فيه حماس الوسيط المصري لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
"وفاء الأحرار" وقال عفيفة: "في محطات سابقة وصلت المفاوضات إلى ذروتها عبر قناة اتصال سرية تم خلالها إتمام صفقة "وفاء الأحرار" التي أُفرج بموجبها عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة حينها، جلعاد شاليط".
استراتيجية حماس وأضاف: "اعتمدت استراتيجية حماس التفاوضية مع إسرائيل خلال السنوات الماضية على الاتصال غير المباشر، عبر وسيط كانت تتوج أحيانا باتفاقيات جزئية تتعلق بقضايا مرتبطة بظروف الصراع مع الاحتلال، وتعد القناة السرية بين غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة السابقة، والصحفي الإسرائيلي غرشون باسكين، أقرب اتصال مباشر بين الطرفين جرى خلال الفترة بين عامي 2010-2011، لإنضاج صفقة وفاء الأحرار".
ورأى عفيفة في مقاله "أنه من المناسب حالياً أن تعود حماس للتفكير بفتح قناة اتصال غير رسمية على غرار قناة (غازي- غرشون)، تساهم في إنضاج اتفاق يخدم مسار المفاوضات الحالي في القاهرة، ما يجعل الباب مفتوحاً لنمط جديد وطريقة مختلفة للحديث مع الإسرائيليين".
رغبة واضحة ويرى مراقبون أن توقيت نشر المقال وإبرازه بشكل واضح في صحيفة تابعة لحماس، يؤكد أن ثمة رغبة واضحة لدى مسؤولي الحركة في الدخول بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل وضرب أدبيات الحركة التي تحرّم التفاوض مع الدولة العبرية بعرض الحائط.
يأتي ذلك في وقت دأبت وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس في الآونة الأخيرة على الهجوم بشكل حاد على مصر، وتحميلها مسؤولية تعثر المفاوضات الجارية في القاهرة، لإبرام اتفاق يتم بموجبه إنهاء العدوان على قطاع غزة، مقابل تلبية مطالب المقاومة الفلسطينية.
ويرجّح البعض أن يكون المغزى وراء نشر المقال في هذا التوقيت بالتزامن مع شن حملة إعلامية منظمة ضد مصر ودورها في المفاوضات، يأتي في سياق تهيئة الرأي العام لتقبل مثل هذا النوع من المفاوضات المباشرة، فيما يمكن أن تكون تلك المفاوضات تجري بالفعل في الوقت الراهن.