عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 20/05/2014 الموقع : ثانوية العطف غرداية
موضوع: محمد حربي: هناك صراع طبقات خفي في الجزائر السبت أغسطس 08, 2015 9:19 am
صرح محمد حربي السبت أنه "يمكن لقطب يساري أن يشكل بديلا ديمقراطيا. تلك امكانية لا سيما و أن الوضع الاجتماعي في بلدنا كارثي بالنسبة للطبقات الشعبية و العاملة".
لم ينمّق المحاضر كلامه عندما استنكر الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية بالبلاد: "نلاحظ في المؤسسات الجزائرية علاقات عمل شبيهة بعهد ما قبل الرأسمالية. هناك صراع طبقات خفي في الجزائر". المؤرخ رفض تحليل الوضع الحالي وفقا لانتخابات مغلقة و قال أن ما يهمه "في البديل، هو الدور الاجتماعي للطبقة السياسية. أنا مهتم بالطبقات الشعبية و العاملة و أرغب في مستقبل تكون فيه مكانة لهم. أنا أحلل الوضع الحالي حسب هذا المستقبل و ليس حسب انتخابات ال17 أفريل أو العهدة الرابعة".
صراع الفصائل الاطار السابق في جبهة التحرير الوطني توجه مباشرة إلى الرأي العام فيما يخص الصراع المزعوم بين جماعات في الجيش و النظام، ونصح "بعدم ترك الصراعات القائمة حاليا تحجب الرؤية، فالأمر يتعلق بصراع فصائل". محمد حربي، خبير النظام الجزائري و مؤلف كتاب "جبهة التحرير: السراب و الحقيقة" (1980)، يشرح أن "العلاقة بين الجيش و النظام السياسي الذي خلقه تعرف مرحلة جديدة. كانت المخابرات من قبل بمثابة الحزب السياسي للجيش، أما الآن فالجيش له أحزاب، و أضحت الشرطة الساسية آلة في أيد جماعات خاصة."
هيمنة عسكرية بالنسبة له، فإن التوجه العسكري للحياة السياسية الجزائرية "تم وضعه من قبل المجلس الوطني للثورة الجزائرية في القاهرة سنة 1957". هنالك تم إلغاء أولوية السياسي على العسكري التي تم وضعها في مؤتمر الصومام، و تأكد ذلك بعد السيطرة التي فرضتها قيادة الأركان على الدولة عقب الاستقلال. "الهيمنة العسكرية على السياسة عرفت ثلاثة مراحل. الأولى كانت عبر استحداث قيادة الأركان، ثم وقع التحالف بينها و بين بن بلة لاحتكار السلطة، و في النهاية حدث انقلاب ال19 جوان 1965. خلف ذلك عدة أزمات داخل الجيش: مع عدة قادة في الشمال القسنطيني، و بعد ذلك مع العقيد شعباني. كما أن نهاية الصراع بين العقيد الطاهر الزبيري و العقيد بومدين وضعت اللمسات الأخيرة على التوحيد الكلي للجيش.
البطاقة الزرقاء بالاضافة إلى الطابع العسكري للدولة الجزائرية، يؤكد محمد حربي أن نظام بومدين طور طابعا بوليسيا قويا عبر الأمن العسكري. "عندما جاء الشادلي، حاول كسر سلطة هذه الشرطة السياسية ولم ينجح بما أنه أرغم على الرحيل. و انطلاقا من التسعينات بسطت هذه الشرطة سيطرتها على كل قطاعات المجتمع. كانت لها ميزة التحكم في "البطاقة الزرقاء": تقديرها للأشخاص الذين يتم تعيينهم في مناصب. مكن ذلك الشرطة السياسية من التغلغل في كافة أجهزة الدولة. كانت الدولة الجزائرية هي الجيش إذن ثم فرضت الشرطة السياسية نفسها تدريجيا".